حماية المستهلك

المستهلك في السوق السعودي (٢-٢)

إنّ هناك سلعاً كثيرة في السوق السعودية تفتقد أبسط وسائل السلامة، فكم مرة سمعنا عن خلل في ملاهي الأطفال راح ضحيته أطفال أبرياء أتوا من أجل المتعة وانتهى بهم المطاف إلى المستشفيات أو القبور. وكم مرة سمعنا عن سلع فاسدة أو مقلدة، سواء كانت طبية أو استهلاكية أو إطارات سيارات منتهية الصلاحية تسببت في حوادث وإعاقات. تطرقت وسائل الإعلام إلى نفوق الكثير من الإبل نتيجة تناولها مواد سامة مع أعلافها؛ فمن المسؤول عن ذلك؟ كيف يمكن لسلعة مقلدة الدخول إلى أسواقنا وبيعها في المحال التجارية على مسمع ومرأى كل الجهات الحكومية. فمحال (أبو ريالين) تمتلئ بمنتجات كهربائية ووصلات خطيرة جداً، والأدهى والأمر توجد فيها منتجات كيماوية كالصابون والشامبو ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة ذات النوعية الرديئة أو المقلدة والمضرة بصحة الإنسان. وهناك الكثير من العطور المقلدة تباع عند إشارات المرور والمساجد والتجمعات السكانية خطورتها لا تكمن في التقليد فحسب، بل تتعداه إلى أضرار تلحق بالجلد، ومنها السرطان أعاذنا الله وإياكم.
كم من تخفيضات وهمية يعلن عنها في كل مكان تستخف بالمستهلكين وعقولهم، وكم من جوائز أعلن عنها وهي توزع بالمحسوبية ولمعارف، بينما المستهلك الضعيف يتلاعب بمشاعره ويعطى وعوداً وردية لكسب المزيد من أمواله.
كم من مساهمة عقارية أعلن عنها في كل القنوات الرسمية وغير الرسمية، وجمعت الملايين من المستهلكين البسطاء الذين يحلمون بتغيير أوضاعهم المادية إلى الأفضل، وهذا حق مشروع لهم، وفي النهاية تصبح هذه المشروعات حبراً على ورق، ويصدم المستهلك الضعيف بكذب هذه الحملات والمساهمات العقارية. فأين حماية المستهلك منها؟
زيارة واحدة إلى محال العطارة تبين كيف تباع مستحضرات وأعشاباً مغشوشة بشكل واضح للجميع.
إنّ خسائر السوق السعودية كبيرة من السلع المقلدة والمغشوشة التي تدل بعض الإحصاءات المتحفظة أنه خلال عام 2004م بلغ حجم الغش التجاري والتقليد 4 مليارات ريال.
توجد في السوق السعودية موصلات كهربائية ذات جودة رديئة من سمح لها بالدخول؟ وما الخطوات التي اتخذت لحماية المستهلك من أضرارها؟ سؤال إلى الدفاع المدني: كم من الحرائق تسببت بها هذه الوصلات الكهربائية الرديئة؟

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. دكتور عبيد سبق و شاهدت برنامج وثائقي بعنوان صناعة التقليد و دهشت من كون التقليد أصبح صناعه قائمه بحد ذاتها في العديد من الأول ، الطريف في البرنامج أن أحد رؤساء الصحه في دوله افريقيه اتخذ قرار بمحاربة الأدويه المقلده و ترأس لجنه بنفسه لمكافحتها و المفارقه في الموضوع انه انتكس صحياً بعد أيام و السبب أن الدواء الذي يستخدمه مقلد !
    د.عبيد ما نحتاجه فعلاً هو اهتمام بالمواطن كإنسان أولاً ، و من ثم وضع معايير شامله من ناحية السلامه و السعر لحماية المواطن من الجشع و سوء الجوده.

اترك رداً على فارس الحساني إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق