اخلاقيات التسويق

أخلاقيات التسويق

obaid_book_01_m

تشهد العلوم الإنسانية عمومًا وعلوم الإدارة خصوصًا تطورًا كبيرًا، وتشعبًا مستمرًا.  واليوم في هذه المدونة  نقدم نبذة عن كتاب أخلاقيات التسويق ضمن مشروع سلسلة نحو ثقافة تسويقية  حيث يسلط الضوء على جزئية من جزئيات علم التسويق الذي يعتبر جزءًا من علم الإدارة.

هذه الجزئية هي الأخلاق التي يجب أن تحكم التسويق ويتحلى بها المسوق وبالتالي توجه الإنتاج والمنتج. فبعد رصد مختصر لتاريخ نشوء علم التسويق وفلسفة الإنتاج والتطورات التي مر بها كل منهما، يعرض المؤلف في نظرة مقارنة ومختصرة إلى تاريخ تأسيس جمعيات رعاية حقوق المستهلك وبالذات في أمريكا باعتبار هذه الجمعيات هي الجهات الأهلية التي أثمر وجودها كثيرًا من القوانين المتعلقة بأخلاق الإنتاج والتسويق، إضافة إلى جهودها في السهر على متابعة الالتزام بتنفيذ هذه القوانين بدعم من السلطات المسؤولة عن تنفيذ القانون، كما أن هذه الجمعيات أسهمت في إيصال رؤية المستهلك إلى المنتج لضمان أخذ رأيه بعين الاعتبار والحد من استغلال حاجته إلى السلع.

ولئن كان المنتجون يقدمون خدمة وطنية كبرى لبلادهم ويسهمون في تطور اقتصادها، فإن هناك قلة ممن هم  عديمو الضمير يكون همهم هو الربح بغض النظر عن الوسيلة التي يحصلون بها عليه، فيروجون سلعًا غير جيدة أو مقلدة، وفي بعض الأحيان مضرة بالصحة. وهؤلاء وإن كانوا بحمد لله قلة بين منتجينا ومسوقينا إلا أن تركهم دون رقيب أو حسيب ربما يفاقم المشكلة، فينال ضررهم جميع فئات المجتمع بما في ذلك الأكثرية الشريفة من التجار والمصنعين.

وهناك جهات رسمية عديدة في المملكة تراقب جودة المنتج، وتكافح الغش في السوق مثل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس ووزارة التجارة والبلديات المختلفة، وهناك وعي المستهلك ومعرفته بما يصلح له لكن ذلك لا يقلل من أهمية وجود جمعيات تحمي المستهلك وتبلغ صوته للجهات المسؤولة.

إلا أن نقطة الارتكاز الحقيقية التي يجب أن تحكم السوق هي أخلاق المنتج والمسوق النابعة من دينهما وضميرهما وحرصهما على المصلحة الوطنية.

وهذا الكتيب الذي بين أيدينا يعتبر خطوة أوليه في سبيل نشر ثقافة إنتاجية-تسويقية ترتكز على الأخلاق، وتلغي فرضية تعارض المصالح بين المنتج والمستهلك.

وأمل أن أرى كتابات أخرى في هذا المجال من أهل الاختصاص حتى نصل بإذن الله إلى سوق سعودية مثالية يحكمها الالتزام الأخلاقي الفردي أكثر من الأنظمة والقوانين.

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. إلا أن نقطة الارتكاز الحقيقية التي يجب أن تحكم السوق هي أخلاق المنتج والمسوق النابعة من دينهما وضميرهما وحرصهما على المصلحة الوطنية.

    سلمت دكتور عبيد

    لاعدمناكـــــ
    🙂

  2. لي عظيم الشرف أن أتقدم الى سيادتكم بهذا الطلب المتمثل في حاجتي لهذا الكتاب لكي أدرس منه طلبتي وحتى نخدم الانسانية مع بعض .
    أحيطك علما سيدي بأنني أستاذ جامعي في تخصص التسويق في جامعة ابن خلدون بتيارت-الجزائر.
    في إنتظار ردك تقبل مني سيدي فائق الاحترام و التقدير.وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق