اخلاقيات التسويق

كيف يمكن لشركاتنا أن تعزز الجانب الأخلاقي في السوق المحلية

وهذه بعض المقترحات والملاحظات التي أقدمها لشركاتنا ستساعد في حال تطبيقها على تعزيز الجانب الأخلاقي في السوق المحلية وهي:
أولاً: أن يكون هناك اهتمام من الإدارة العليا للشركة بالجانب الأخلاقي في أعمال الشركة، وخاصة ما يتعلق بالجانب التسويقي.
ثانيًا: تعيين لجنة أو شخص مسؤول في الشركة لمتابعة الجوانب الأخلاقية في أعمالها.
ثالثًا: عمل دراسات ميدانية دورية لاستطلاع آراء العملاء والمتعاملين مع الشركة والموظفين في أعمال الشركة، لمعرفة مدى توافقها مع أخلاقيات التسويق.
رابعًا: عمل لوائح أخلاقية عن التسويق وتوزيعها على جميع العاملين بالشركة.
خامسًا: يجب ترسيخ الجانب الإيجابي من ممارسات الموظفين وتصرفاتهم ومساعدتهم على التخلص من الجانب السلبي من سلوكهم.
سادسًا: المحافظة على بيئة الشركة من الملوثات الفاسدة سواء كانت بيئية أو أخلاقية.
سابعًا: موظف التسويق أكثر موظفي الشركة تواصلاً مع العملاء ولذلك يجب على الشركة الحرص على أن يكون موظفوها على مستوى عال من الأخلاقيات المهنية.
ثامنًا: على الشركات أن تتذكر أن كسب ثقة العملاء يستغرق وقتًا طويلاً لبنائه والمحافظة عليه ولكن فقدها يحتاج فقط إلى دقائق، ويكفيه مجرد انخفاض في مستوى أخلاقيات التسويق لدى موظفيك.
تاسعًا: الالتزام بأخلاقيات التسويق يرضي الموظف عن نفسه وعن شركته وعن بلده.

ورأيي من واقع التجربة ـ أن أخلاقيات التسويق يجب أن تكون القائد والمرشد لجميع أعمال الشركة لتحقيق أهدافها وخدمة المستهلك أولا والمجتمع ثانيًا.

وأرى لزامًا على شركاتنا الوطنية الاهتمام أكثر بهذا الجانب، وألا يكون الجشع والخداع طريقها إلى الربح الزائف الذي لا يدوم، ويؤدي عاجلاً أو آجلاً إلى خسارتها لسوقها وسمعتها بأعمال تتنافى مع طبيعة أصحابها وأخلاقهم، وأن يجعلوا كلمة “تاجر” ترمز لكل خلق رفيع كما فسرها أحدهم فقال: إن التاء تعني التٌَقى، والألف تعني الأمانة، والجيم تعني الجسارة والراء تعني الرحمة.

وفي تاريخنا من القصص والمعاني السامية التي ضربها تجارنا الأوائل ما يصدق ذلك. وخير مثال منها ما زلنا نعيش آثاره في الحاضر هو انتشار الإسلام في إندونيسيا أكبر الدول الإسلامية على أيدي التجار الذين كانوا يذهبون من البلاد الإسلامية حاملين بضائعهم وأخلاقهم الحسنة وتعاملهم الراقي مع عملائهم.

فالتسويق المثالي وأخلاقياته الصحيحة كان الجزء المؤثر في إقناع كثير من الشعوب بالدخول في الإسلام. وأقول: يا شركاتنا الوطنية، المستهلك والمواطن والمقيم يستحق منك أكثر مما تعطينه، فعامليه بكل أمانة، وستكسبين ولاءه، وتجنين أرباحا مضاعفة, وسيزيد رضاك عن نفسك وعن أدائك.

وختامًا: لا تنسوا قول رسولنا وحببينا صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار.” وقوله : “التاجر الأمين مع النبيين والصديقين” وقوله صلى الله عليه وسلم : “عامل الناس كما تحب أن يعاملوك. ” وقوله صلى الله عليه وسلم : ” خالق الناس بخلق حسن.”

من كتابي أخلاقيات التسويق، سلسلة نحو ثقافة تسويقية

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق