أفكار

خلق الثروه: العمل الحر

دائما يجول بخاطري عندما يسألني أحد طلابي أى شركة يختار للعمل بها وأذكره بحديث شريف تسعة أعشار الرزق بالتجاره. لماذا نحجر واسعا، لماذا نرغب أن نكون أجراء عند الغير، لماذا لانكون نحن اصحاب العمل ونخلق وظائف للغير.

عند تصفحي للانترنت وجدت مقاله للدكتور أحمد السيد أقدمها بعد أذن الدكتور نصيحة لكل أجير واتمنى أن تكون هذه المقالة فاتحة خير لقارئها.

بقلم د.أحمد سيد, 26 يوليو 2008,

لن أحدثك عن المعاناه التى  تلاقيها نتيجه وجود مدير لا هم له إلا التنغيص عليك ومحاولة فرض سطوته وقدرته لا بقوة حجته بل بسلطاته وتهديداته ولن أحدثك عن مغالبتك لنفسك وأنت تدفعها دفعا إلى الذهاب إلى العمل كل يوم ولن أحدثك عن صاحب عمل لم يعلم من أصول الادارة إلا كل نقيصه فصار بلاءا على موظفيه وهو يظن أنه أفهم الناس وأعلمهم  … لن أحدثك عن الملل من عمل تؤديه كل يوم بنفس الطريقة بلا تجديد أو تغيير … ولن أحدثك عن عمل يأخذ منك اسعد أوقاتك وأجمل أيام حياتك وأنت تبذل وتكد وتجتهد لكن فى النهايه يعود مجهودك على شخص آخر فيبخل فى مكافأتك على انجازك ويبذل لك القليل وروحه تكاد تخرج يريد استرداد ما دفعه لك

ربما كل هذه مشكلات تؤرق مضجعك وتدعوك إلى بدء عمل خاص بك تبذل فيه جهدك ووقتك مستمتعا ومدركا أن كل بذل هو فى النهايه عائد لك فتبذل وأنت سعيد وتعمل وأنت فرح مسرور وهى محفزات قوية وفاعله إن فكر فيها من يعانى منها

لكنى سأحدثك اليوم حديثا آخر وأرجو أن تكون صبورا فربما أحدثت فيك هذه الكلمات صدى تردد فى أنحاء نفسك فجمع شتاتها ودفعها إلى البدء من جديد … وحركَّها إلى السير فى طريقة الحرية

فاسمع منى الحكاية ” جلست متأملا يغالب الدمع عيونى وقد أبصرت واقعا تنفطر القلوب لرؤيته وها هى الأخبار تنقل الينا كل دقيقة عن أب يقتل ابناءه لأنه لا يجد ما يطعمهم وأم تنتحر لأنها لا تجد ما تقتاته ، ثم امتد بصرى بعيدا إلى أهل بلدى ووطنى العربي ففجعنى ما رأيته وألمنى ما سمعته … رأيت شابا لم يجد وظيفة تمكنه من العيش والنفقه على والديه وأغلق اليأس عليه كل باب فما كان منه إلا أن انتحر تاركا غصه فى الحلق وألما فى النفس

رأيت شابا ضاقت به الحياه فخرج عله يجد فرصة عمل تخفف عنه ما هو فيه فعاد وبدل أن يرجع وهو يحمل الأمل عاد محمولا على الأكتاف وسط ذهول الآب وصدمة الأم ويتم الأطفال رأيت … ورأيت… ورأيت

وبينما أنا جالس أفكر فإذا الآية الكريمه تأتى لتحرك الفكر والعقل وتهز النفس والقلب “إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين”

إن الله يكتب آثار الأقدام فكيف بآثار الأعمال ..هنا علمت انى مسؤول فماذا تركت من آثار تحفظنى يوم القيامه وتأخذ بيدى إلى رضا الله ، وبينما أنا كذلك إذ جاءنى قول القائل ” إن الاسلام طاعه لله ثم شفقة على خلقه ” ، وسمعت قوله صلى الله عليه وسلم ” الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله “.

فكرت وهل أستطيع وأنا فى وظيفه أن أبذل الخير وأقدم للناس البر وآخذ بيد العاطل فأفرج عنه كربه وأمسح عنه همه فيجد وظيفة شريفه يعتاش منها فأنقذ بذلك أنفسا وأحى بذلك شبابا

لكن أنى لموظف أن يفعل ذلك فإن الموظف كلما علت درجته وكلما زاد راتبه زادت مصروفاته ولو نظر لوجد أن هناك نسبة طردية بين زيادة راتبه وزيادة مصروفاته فما الذى يستطيع تقديمه

ووجدت بابا عظيما تركناه وأهملناه وأصبح همنا وظيفه نجلس إلى آخر الشهر لنتلقى راتبا لا يكمل مع أحدنا شهره حتى نهايته وإن أكمل فمقدار ما يستطيع إخراجه للاحسان قليل ولن يسد الرمق بل لن يستر من تعطيه ولا يعينه على ترك سؤال الناس

إن أعظم ما نساعد بها أنفسنا فنترك به أثرا … وخير ما ننفع به أهلنا فنوجد لهم حياة كريمه هو التفكير فى عمل يخلق فرصا لشباب أقعدتهم الظروف فنخدم أنفسنا ونخدم الآخرين

إن كل موهوب مسؤول عن موهبته التى استودعها الله فيه وكل صاحب مهارة مسؤول عن مهاراته التى أنعم الله بها عليه وكل متقاعص عن اكتساب مهارات مسؤول ومحاسب عن تقاعسه وقد يسر له الله أسباب امتلاكها

ولعل نظرة بسيطة إلى أهمية المشروعات الصغيرة فى تنمية الدول واقتصاديتها يعطينا الدافع أكثر للمضى قدما فى هذا المجال.

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لقد شرفت وشرفت مقالتى بأن تكون على موقعكم دكتور عبيد العبدلى

    وأبشركم دكتورنا العزيز أن الله من على بعمل برنامج متخصص للمشروعات المتوسطة والصغيرة باسم ” رواد الأعمال ” وهو برنامج عملى يؤهل رائد الأعمال ويمكنه من انتاج مشروع متميز من بداية التفكير فى فكرة المشروع ومعرفة السوق وتحليل الصناعة واختيار الموقع والهياكل وعمليات الترويج عبر الوسائل التقليدية وعبر الاعلام الجديد وحساب التدفقات الداخلة والخارجة وفق منهجية علمية وعملية جديدة كليا وعبر حوالى 44 نموذج كتطبيق عملى .. وقد من الله على بعمل نسختين من المشروع .. نسخة لطلبة المتوسط والثانوى … ونسخة لطلبة الجامعة وما فوق … وقد أخذ مجهودا يزيد عن السنة وقراءة ما يزيد عن 10 الآف صفحة و300 ساعة فيديو .. والحمد لله الآن فى اجراءات تسجيل حقوق ملكيته وعرضه على المؤسسات والجامعات لبدء تنفيذه ليكون مشروعا وطنيا يستفيد به المجتمع .. دعواتكم دكتورنا العزيز وشاكر مرة أخرى لتفضلكم بنشر مقالتى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق