أفكار

تخيل أن يحدث ذلك في سوقنا المحلي!

العزيز تركي يونس يتحفنا دائما بالحديث في مجال التسويق وخدماته وستأذنته في نقل هذه المقالة التخيلية التي كتبها عام ٢٠٠٨ ووافق على نقلها في مدونتي وله الشكر

ذهبت يوماً الى السوبرماركت (المخازن الكبرى )، وأخذت عربة التسوق المجهزة بشاشة إلكترونية تعرض عددا من الأعلانات تباعاً، وفور ما سحبت العربة أخذ الصوت في العلو حتى أسمعة بشكل واضح بالتأكيد زوجتي أيضاً، وبدأت تعرض الشاشة عددا من الأعلانات التي تهمني بدون أن أعطيها أي معلومات عن المنتجات التي أود شرائها، وبعد ما إلتقطت البضائع الأولى والقريبة من مدخل السوبرماركت لاحظت أن الإعلانات بدأت تتغير الى إعلانات أخرى، والعجيب أن الأعلانات كانت تحمل أنواعاً أعرف إنني سأشتريها بعد قليل عند الرف المقابل، وفي منتصف الجولة مع زوجتي أردت التأكد من أن كمية المشتروات لم تزد عن الحد ككل مرة، فمررنا بنقطة تسعير للمشتروات فبمجرد مرورنا على هذه النقطة عرض في الشاشة المعلقة على عربة السوق أن قيمة مشترواتي بلغت 199 ريال عندها أكملت باقي الجولة وقبل الخروج عرضت على الشاشة بعض المنتجات الجديدة في السوق للتجربة لكنني فضلت الخروج دون تجربة أي منها، طبعا خرجت سريعاً لأني قد تأخرت عن موعدي المهم في الجامعة وألقيت السلام على الرجل الواقف بجانب الباب دون أن أحتاج أن أضع مشترواتي في طاولة الكاشير وأسمع الصوت المعهود للكل (توت .. توت . توت توت ..)

كل ماسمعته هو (توت) واحدة طويلة نوعا ما ثم تبعها صوت رسالة واردة لجوالي ففتح الجوال سريعا وقرأت المرسل: البنك الهولندي الرسالة: عزيزي العميل لقد تم خصم قيمة مشترياتك من المخازن الكبرى بقيمة 199 ريال من حساب رقم (……………..) ببطاقة الإتمان الخاصة بك. شكرا لتعاملك مع البنك الهولندي

وشكرا لكم أنتم لكن ليست هذه نهاية القصة، فالتطبيقات المستقبلية للـ (RFID) -إختصار لـRadio-frequency identification- كثيرة وما قرأتموه هو مستقبل قريب جدا للتسوق في العالم بل قد بدأ فعليا في اليابان وأمريكا وأوربا بشكل أو بآخر.

حتى تكونوا في الصورة فهذه التقنية هي تقنية للتعريف ونقل وتخزين المعلومات عن بعد، لو أحد يعرف بطاقات البنك الهولندي التي تحتوي شريحة تشبه شريحة الجوال، هي مثال على الـ RFID الصورة في الأسفل صورة لبطاقة أمريكان إكسبرس مزودة بـ RFID وجهاز صراف أو تحصيل رسوم المترو لاتحتاج لإدخال البطاقة فيه لاستخدامه كل ماعليك هو أن تقرب البقاقة من القاري وهو يقوم بالباقي

وما تفعله البطاقة هي أن تخزم معلومات الشراء الخاصة بك فتحصل عليها عربة التسوق في السوبرماركت عن طريق قارئ للـ RFID وتعرض الاعلانات التي تناسب المتسوق، وأيضا لكل منتج رمز يمكن للعربة معرفته ومعرفة عادات الشراء الخاصة بك وتتوقع أيضا المنتج التالي الذي ستشتريه، وعند الكاشير هناك نقطة لقراءة كل المنتجات وأسعارها بل وخصم القيمة مباشرة من البطاقة الاتمانية الخاصة بك دون تدخل بشري في العملية الصورة بطاقة مبتكرة من سيتي بنك الأمريكي على شكل علاقة مفاتيح

وتطبيقات التقنية انا شخصياً رأيتها في دبي في بوابات التعرفة المرورية سالك لكن الفارق الوحيد هو أن هيئة الطرق في دبي لديها أرصدة مسبقة لكل سيارة يتم خصم القيمة منه بدلا من البطاقة الاتمانية الصورة مثال آخر من بوابات التعرفة المرورية

أتوقع إن وزارة المواصلات ستطبق هذه التقنية في تحصيل رسوم الطرق السريعة -الذي سمعت إنها ستطبق في القريب العاجل- إن كانت تفكر بشكل حضاري لأنه من الصعب إيقاف الجميع سيارات المسافرين لتحصيل الرسوم.

رابط المقالة في مدونة العزيز تركي يونس

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. رائع جدا يا دكتور …. الحقيقة ان الفكرة المطروحة في عربة التسوق بشكل خاص ليست صعبة التحقيق …. فالتقنية اللتي تحتاجها موجودة منذ مدة و هي جاهزة و متوفرة باسعار تجارية تجعله من الممكن تنفيذ مشروع من هذا النوع بدأ من الغد ….

    الباقي هو شيئ مهم جداً …. هل تستطيع اقناع التاجر بان اضافة من هذا النوع على التجربة الاجمالية للتسوق هي شيئ يستحق العائد من وراءه ؟ ….. فهذه الفكرة لاتزال مكلفة و استطييع اعطائك تكلفة متوقعه لكل عربة

    1- جهاز كمبيوتر مضمّن Embedded Device
    3000 – 5000 ريال
    2- شاشة LCD تعمل باللمس بحجم 5 inch مثلا
    800 – 1000 ريال
    3- جهاز قارئ للبار كود (لاستخدام الـ RFID يلزم اضافة قطعة لكل سلعه (ملصق الكتروني) وهذا يلزم عدة اجهزة لبرمجة هذه الملصقات و تكاليف اخرى)
    500 – 1000 ريال

    اذا تكلفة العربة الواحدة 4300 – 7000 ريال …. هذا بدون حساب تكلفة انتاج المنتج النهائي اللذي يتضمن جميع هذه القطع في package واحد يصلح للتعليق على ذراع عربة التسوق

    كذلك يلزم نظام معلومات لربط الاجهزة في عربات التسوق مع قاعدة البيانات المحاسبة لعرض الاسعار و المعلومات الاخرى 10000 – 50000 ريال

    اذا لو افترضنا ان لدينا 300 عربة في سوبر ماركت متوسطة
    ستكون التكلفة 1300000 – 2150000 ريال على اقل تقدير ….

    هل ترى ان هذه تكلفة مبررة ….. اعتقد يجب اجراء دراسة لمعرفة مدى تقبل المتسوق المتوسط للفكرة ومدى تاثيرها على معدل الشراء

  2. مع احترامي لتعليق االاخ ممدوح بس ما اعتقد انه بعيد عن دبي والامارات مثل هالموضوع …. بالعكس بيوفر جهد وموارد بشريه ووقت … وشي حلولو يطبقونه على كل شي في حياتنا … وما يحتاي نراجع لا هيئة ولا دائرة

  3. فكره رائعه فعلا وتجعلك تستشعر الخيال العلمي في بعض الافلام
    واتوقع لو طبقت على سبيل المثال في في بنده لدينا
    لكان لها اثر رائع في زياده البيع بالاضافه الى تقليل الموارد البشريه
    اتوقع من هالناحيه لن نحتاج الا لسكورتي فقط للتأكد من اتمام عملية الشراء
    في أغلب الاحيان عندما احتاج ان اشتري بعض المستلزمات للمنزل
    احاول بقدر الامكان الابتعاد عن بنده او ماشابهه لأنك ستجد نفسك في صف طويل
    لكن الحاجه وخصوصا اخر الليل تجعلك مجبرا على مثل تلك المجمعات
    ولامانع ان يكون هناك رسوم خدمه لذلك .. لو نسبه 1% فالموضوع يستاهل

  4. تقدم العالم كثيرا من ناحية الاستخدامات والتطبيقات التكنولوجية التي تضمن للمستخدم الراحة وسهولة الحركة وقلة الروتين والتعقيدات. ومن بين التطبيقات البسيطة المنتشرة بأمريكا طاولة المحاسبة لدى المرأة التي تحاسبك وتضع لك مشترياتك بأكياس تحوي الميزان الالكتروني الذي تراجعت عنه كل امتاجر الكبرى لدينا واستعاضته بكاونتر عليه عمال من نيبال ( يا ريتهم خلقوا الوظيفة لسعوديين!) ويتزاحم المشترين بدون انتظام للحصول على الوزن وبطاقة السعر. نفس هذه الطاولة عليها جهاز كمبيوتر واحد فقط به اتصال مع البنوك (جهاز نقاط بيع) وماسح ومحاسب على المشتريات يصدر لك فاتورتك ومربوط به شاشة للتوقيع عليها بدون قلم (يالستايلس) وتصدر لك فاتورة واحدة عليها اسمك وتوقيعك وكل ما يلزمك. بينما عند الباب يوجد شخص يتعامل معك لو كان لديك مرتجعات يمسح القطعة فتظهر المعلومات كاملة ويصبح لك رصيد يعاد لبطاقة الاعتماد دون أن تسأل أو تستفسر أو تبحث ودونما تعقيدات أو تحقيقات أو إيصال شراء سابق.( محلات الملابس والأثاث وغيرها تطلب الفاتورة عند الاستبدال او الترجيع خلال مدة كافية أراها طويلة. والكل يتنافس على خدمتك ورضاك كزبون بل يتنافسون على منحك كل أنواع الخصومات التي تستحقها ويصدرون لك بطاقة عميل مميز ويطلبون لك البضاعة لتصل عنوان بيتك دون تكلفة عليك. وعندما تستأجر سيارة لا يتم تفتيشها ولا تقوم بالتوقيع على إبراء ذمة أو ما شابه بل تترك السيارة بمكان محدد وتستخدم بطاقة لتستأجر تروللي للعفش وتستخدم بطاقتك لتعبئة السيارة بالوقود ولك بطاقات عميل مميز تعطيك مزايا تراكمية أو فورية.
    يقولون لك احجز على النت قبل ان تصل وسترى خدمة لا توجد بالشرق الأوسط مثلها. حتى لو حجزت سيارة على النت ستجدها أرخص بكثير وبتنافس معلن مع كافة البيانات ولن تجد من يستغلك لو أردت أن تغير السيارة بغيرها أكبر سعة. هل تصدق أنك تأخذ السيارة البديلة بنفس العقد الأصلي مع الأولى سيدان والثانية فان لم نقدر إخفاء تلهفنا للحاجة لها عندما أردت التبديل والموظف لم يطلب أكثر أو يكذب أو يستغل حاجتي.
    كانت مواقف السيارات بمطار الدمام تفتح تلقائيا بضغطة زر وتصدر بطاقة نسلمها للمحاسب عند الخروج استبدلت بعامل نيبالي أو بنغالي وأجهزة حاسب لتطبع رقم السيارة كل هذا وظائف ليست لابن البلد منها نصيب وأيضا لريال بالساعة،،،،ماذا يضر لو خرج نصاب واحد من بين الآلاف ؟ هل تغير التنظيم بالكامل لحماية ريال واحد أم أنها مديرية عموم الزير التي لا نقدر أن نفارقها؟

  5. جزء من الفكره ذي طبقت في مشروع تخرج
    لطالب في جامعه الملك عبدالعزيز قسم تقنيه معلومات ،، تكلفه المشروع تقريبا ٧٠٠٠ ريال لتطبيقه على مدى بسيط

    عوائق تنفيذ المشروع تكلفه الشرائح الالكترونيه على المنتجات << تخيل تشتري لبان والشريحة اغلى منه !!!
    وكالعاده رفضت المتاجر الكبرى تنفيذ تجربه حيه للمشروع

    شكرا لك دكتور على التدوينه.

  6. يادكتور// عبيد العبدلي بشويش علينا ترا. مانقدر نوكب كل هذي. الاحلام وياقلب لاتحزن

اترك رداً على ممدوح إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق