اخلاقيات التسويقحماية المستهلك

خلوها تصدي والتعامل الحضاري

الشعب الارجنتيني .. وحملة خلوها تصديeggs1

تصرف رائع ويوضح التعامل الراقي للضغط على المتلاعبين بارزاق ومصائر الناس

قبل بضع سنوات استيقظ الشعب الأرجنتيني صباح أحد الأيام وإذا بتجـّار الدواجن والبيض قد اتفقوا على رفع سعر البيض كلهم مرة واحدة ، عقدوا اتفاقهم دون أن يفكروا في لحظة واحدة أن هناك من لا يستطيع أن يجد قوت يومه وأن هناك من يكّد النهار والليل ليسـّد رمق أطفال جياع هل تعلمون لماذا ؟ لانهم تجـّار جشعين  لايهمم إلا أن يملئوا جيوبهم بأموال الناس كيفما اتفق ..

فماذا حصل بعد ذلك ؟

الشعب الأرجنتيني شعب متطور وشعب يفهم الحضارة ويعرف القوانين ، لقد كان المواطن الارجنتيني ينزل الى السوبرماركت ويأخذ البيض وعندما يجد سعره مرتفعاً فإنه يعيده إلى مكانه ويقول : لا بأس ،ليس هناك داع للبيض حالياً ، لايضر أبنائي إن تركوا البيض لفترة بسيطة ، فالأكل ولله الحمد متوفر ،، كان هذا هو حال جميع المواطنين الأرجنتينيين ، لقد كان الشعب الأرجنتيني متفقون فكرياً فيما بينهم فعندما وجدوا ان سعر البيض مرتفع تركوه في السوق. (خلـّوه يفسد) .

فماذا تتوقعون انه حصل بعد ذلك ؟

بعد أيام وكالعاده تأتي سيارة التوزيع الخاصة بشركة الدواجن لتقوم بتنزيل الكميات الجديدة من البيض ولكنهم فوجئوا بأن اصحاب المحلات يرفضون إنزال أي كميات جديدة نظراً لأن البيض الذي لديهم مازال كما هو لم ينقص لأن الناس عزفوا عن الشراء ، فقام التجـّار بإعادة الكميات إلى مستودعاتهم وقالوا لنصبر أياماً قليلة لعل وعسى أن يعودو المواطنين لشراء البيض ، انتظر التجـار أياماً وانتظر الشعب أياماً وانتظروا وانتظروا ،،، ولكن هل تعلمون من هو الخاسر في فترة الانتظار هذه ؟؟

هل هم المواطنون الذين لم يأكلوا البيض ؟؟

أم  التجـّار الذين رفعوا سعر البيض ؟؟

ولا تنسوا أن الدجاج خلال فترة الانتظار مازال يبيض ويبيض ويبيض فالدجاج واصل إنتاجه  وتورط  التجـار بالبيض الذي ملأ الدنيا فقد تكدّس البيض في الثلاجات والمخازن والمستودعات والبقالات دون وجود مشترٍ ، والدجاج  في المزارع قد اتفق مع المواطنين وواصل إنتاجه من البيض ولم يتوقف ، وأصحاب محلات التموين لم يطلبوا أي طبق بيض فالبيض الموجود لديهم بالأسعار الجديدة مازال متسمّراً في الرفوف ،،،، وبعد عدة أيام اتفق التجـّار  ولكن هذه المرة اتفاقاً جديداً وهو بيع البيض بسعره السابق قبل الارتفاع ،، ولكـّن الشعب الأرجنتيني  رفض أن يشتري البيض مرة أخرى ،، وذلك لكي يتأدب التجـّار ولا يعودوا لمثلها ،، فعاد التجـّار وخفضوا من سعر البيض مرة أخرى ولكن الشعب  لم يشتري البيض . فكاد عقول التجـّار أن تزول ، فالخسائر تتراكم والموت قادم.
أخيراً وبعد كل هذا اتفق  التجّار   بأن يبيعوا البيض بربع سعره قبل الارتفاع مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف  بعدم تكرار ماحدث واصبح الشعب الأرجنتيني  فائزاً في معركته مع التجار وفائزاً بأنه يشتري البيض بخصم 75% من سعره الأصلي .

وصلتني على بريدي الالكتروني ولااعرف صحتها ولكنها معبره.
وأقول:

لما ارتفعت الأسعار على الناس في عهد سيدنا عمر بن الخطاب واشتكوا حاجتهم، رد عليهم رضي الله عنه قائلاً: “ارخصوها بالاستغناء”.
نأخذ من ذلك أن هناك قاعدتين مهمتين تطبقان الآن في أسواق العالم المتقدم:
القاعدة الأولى: أوكلما اشتهيت اشتريت.
القاعدة الثانية: ارخصوها بالاستغناء.
لو طبق ذلك المستهلكون ما استغلهم التجار ولبقيت الأسعار على حالها أو لربما انخفضت.

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. لا شك أن سياسة الاستغناء أو المقاطعة هي من أنجع الوسائل للضغط على الجشع من التجار،

    وبالاضافة إلى فوائد هذه السياسة اقتصادياً، فإن لها فوائدها الصحية أيضاً، وخاصة

    عندما تطبق على سلع ضارة بالصحة مثل اللحوم والحلويات والمشروبات الغازية التي وصل

    سعر أصغر حجم علبها إلى ما يعادل سعر لتر بنزين !!!

    فأيهما أفضل شراء 3 علب مشروب غازي أم توفير ثمنها لشراء 3.5 لتر بنزين تقريباً ؟؟؟

    دعونا نبدأ بالاستغناء أو بمقاطعة اللحوم الحمراء والحلويات والمشروبات العازية.

    تحياتي

  2. الشعب السعودي يمكن يقاطع لكن فيه ناس تمشي وتقول ..

    (( أنا لحالي أقاطع ما ينفع .. أو يقول أنا أشتري لحالي ما يضر مسيرة المقاطعة ))..
    أو عبارة أخرى (( ما عليك من المقاطعة كلام فاضي الناس تشتري ))..

    وكل واحد صار يقول الكلام ذا….

    لكن يجب علينا ننشر الوعي حتى نقاطع بيد واحدة..

    محمد الغامدي
    سابك – الجبيل الصناعية

  3. في فترة خلوها تصدي ضد غلاء السيارات قام الوكلاء بتصريف مخزونهم لمبيعات الاساطيل و الشركات و محلات التأجير و الان يقوم الوكلاء بجلب كميات بشكل أكثر حذرا. نعم هذا الحل قد ينفع لكن لمنتجات سريعة الاستهلاك مثل البيض لكن كيف نتعامل مع منتجات لا تموت مثل الاراضي التي توقف ب عشرات السنين ؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق