يقع هذا الكتاب ضمن سلسلة نحو ثقافة تسويقية، وهو الكتاب الثاني من إصدارات السلسلة.
متوفر: ورقي | إلكتروني | صوتي
عن الكتاب:
يقارنُ هذا الكتاب بين ما يحدث في سوق المملكة العربية السعودية وما أشاهده في البلدان الأخرى، وخاصة في البلدان الأكثر تطوراً؛ لأن المقارنة من الوسائل الفعالة في تطوير آليات العمل لديك أو لدى غيرك فتتلافاها، كما تكتشف من خلالها نقاط القوة لديك أو لدى غيرك فتحاول تطبيقها أو تعزيزها.
وهذا الكتاب الذي أقدمه هنا ليس استثناءً من ذلك، خاصة أن مجال التسويق حقل واسع للإبداع الشخصي وميدان رحب لتوظيف المواهب الشخصية للمسوقين في الإقناع والعرض والاتصال من أجل التأثير على المشتري؛ مما يجعل مختبر الابتكار في هذا النشاط هو العالم الفسيح، فهو لذلك من الأنشطة التي تشهد تغييراً كل يوم،وتتجدد فيها الإبداعات والأفكار العملية والنظرية بفعل عوامل ومؤثرات مختلفة، من بينها رغبات المستهلكين وعاداتهم الشرائية المتغيرة. كما أن من بين تلك المؤثرات تطوير منتجات جديدة بشكل يومي في كل مجال من مجالات الحياة، إضافة على تنوع المنتجات الاستهلاكية وتطور وسائل الاتصال وتوسع الأسواق واشتداد المنافسة؛ مما يتطلب أساليب جديدة في التسويق تستجيب لكل حالة وتتعامل مع كل منتج بالأسلوب الذي يناسبه، وتوظف المبتكرات الجديدة في عملية التسويق .
ومع كل هذه التغيرات التي تحيط بعملية التسويق إلا أن هناك ثابتاً وحيداً في هذا النشاط لأنه يمثل لب عملية التسويق – هذا الثابت هو خدمة العميل والاستجابة لرغباته وحاجاته باعتباره الركن الأول في العملية برمتها، حيث بدونه لا توجد سوق ولا تسويق ولا مسوق. لذلك كان من الطبيعي أن تتمحور عملية التسويق حوله وحول أساليب العناية به وطرق التواصل معه وإقناعه باختيار شراء سلعة معينة أو خدمة محدد من بائع معين.
ويما أن المسوق لا يملك أي وسائل لإجبار العميل على اختيار سلعته أو خدمته فلم يق أمامه من طريق إلا طريق الإقناع وتقديم نفسه وسلعته بطريقة جذابة تجعل العميل يقرر من تلقاء نفسه اختيارها دون غيرها… ولا وسيلة لذلك أفضل من توظيف العلاقات الإنسانية وتهيئة الجو المناسب لرضا العميل.
ومع الانفتاح الكبير الذي يشهده العالم بعضه على بعض، وفي عصر العولمة والشركات العابرة للقارات والبلدان؛ يكتسب التسويق أهمية خاصة في البلدان النامية وبلدان العالم الثالث حيث إنه يكاد يصبح الوسيلة الوحيدة للحفاظ على موطئ قدم في السوق للمنتجات الوطنية التي وجدت نفسها في منافسة مفتوحة وغير متكافئة ( في الغالب ) مع الشركات العالمية الكبرى التي تتكئ على إمكانيات هائلة وخبرات متراكمة قد تتجاوز عشرات السنين إلى المئات.
فقد قضت منظمة التجارة العالمية وقوانينها على آخر الوسائل التي كانت تعتمد عليها الشركات المحلية في وجودها واستمرارها حتى في عقر دارها، وهى إجراءات الحماية التقليدية التي كانت متبعة في كثير من البلدان لحماية المنتج الوطني.
فلم تعد هناك حماية ولا منتج وطني أو أجنبي، وإنما أصبح كل منتجاً عالمياً، وبالتالي أصبحت شركاتنا ملزمة بحد أدنى من معايير الجودة، والأهم من ذلك تطوير آلياتها التسويقية، بحيث تتمكن من إقناع المستهلك بأن منتجها أفضل أو على الأقل يوازي المنتجات المنافسة- وهو في بعض الأحيان يكون كذلك، إلا أن إقناع المستهلك بذلك عملية شاقة وتحتاج إلى جهد مضاعف، وإلى توظيف فعال لتقنيات التسويق الحديثة، خاصة مع الإمكانات الهائلة ورصيد الشهرة الذي تملكه الشركات الكبرى المنافسة.
فالمستهلك أصبح أكثر حرية وأكثر استقلالاً في قراره من أي وقت مضى لأن الخيارات أمامه أصبحت أوسع… وبالتالي أصبحت عملية إقناعه والتأثير عليه أكثر صعوبة.
ومن بين أهداف هذه السلسة ( نحو ثقافة تسويقية ) التي يصدر هذا الكتاب ضمنها أن تثير الاهتمام بمثل هذه المفاهيم، وتعرف بدور التسوق -إذا تم توظيفه بفاعلية –في تطوير سوقنا المحلية مما يكون له انعكاسه الإيجابي على النشاط الاقتصادي وتطوير البيئة الاستثمارية في المملكة العربية السعودية.
استمع لنموذج من الكتاب – النسخة الصوتية:
قريباً جداً