الاستعداد والبحث عن وظيفة (مهنة) في مجال التسويق
بعد معرفة المهن في مجال التسويق المتاحة في السوق لخريجي التسويق، يجب على باحث العمل أن يعمل على وضع توازن بين هذه الفرص وأهدافه ونقاط قوته، وسر هذا التوازن هو التسويق، ولذلك يجب على طالب الوظيفة عمل خطة تسويقية لتسويق نفسه وقدراته وخدماته لصاحب العمل. ولا بد للحصول على أي وظيفة في أي مجال من استخدام المهارات التسويقية، خاصة التحليل والتخطيط.
في السطور القادمة سأطرح خطوات ضرورية ولازمة لطالب الوظيفة، أتمنى أن تكون بعون الله دليلاً يسلكه للحصول على الوظيفة المناسبة لتخصصه ورغباته.
ومن أجل ذلك يحتاج طالب الوظيفة إلى تحليل شخصيته وتحليل البيئة المحيطة به؛ وذلك للحصول على أفضل الفرص ولمساعدته على وضع الأهداف الطويلة والقصيرة الأجل:
أولاً: تحليل الشخصية (تقييم الذات)
تقييم الشخص لذاته من أهم الخطوات في عملية البحث عن وظيفة، ويحتوي على تقييم الشخص لنفسه بكل أمانة؛ ما هي رغباته، مكامن القوة والضعف، ما أهدافه التي يرغب في تحقيقها عند الحصول على وظيفة، ما نوع الشركة التي يرغب العمل لديها، ما الأعمال التي يجيدها أو لا يجيدها، ما الذي يجعلك متميزاً عن طالبي الوظيفة الآخرين؟ الإجابة على هذه الأسئلة توضح لك ما الوظائف التي تناسبك والوظائف التي لا تناسبك.
وتبدأ تحليل الشخصية بوضع الأهداف الطويلة الأجل؛ ماذا تريد أن تعمل، نوعية العمل وطبيعته، قدرتك على الصبر والتحمل وقدرتك على الانتظار لتحقيق أهدافك وسرعة الوصول. كن صادقاً مع نفسك حتى لا تحبط. حلل نقاط قوتك ونقاط ضعفك، وما الميزة التي تجعلك مختلفاً عن غيرك؟. ماذا تريد من عملك بوجه عام ومن حياتك بشكل خاص؟. هل أنت تبحث عن عمل فقط أم تريد مهنة؟ هل تريد عملاً ذا عائداً مالياً مغرياً أم ذا صبغة اجتماعية مميزة؟.
إذا كنت تبحث عن مهنة في مجال التسويق ولنفترض العمل في مجال أبحاث التسويق، يجب عليك وضع أهداف طويلة الأجل؛ وذلك بالتدريب وأخذ برامج أكاديمية لتعزيز قدراتك البحثية، أما إذا كان الهدف من العمل في مجال التسويق هو الحصول على عائد مادي، فإن هذا يحتاج إلى وضع أهداف مختلفة وتدريب معين وخبرات عملية خاصة.
ما العمل المناسب لك؟
لأن هناك وظائف تسويقية مختلفة ومتعددة، فإنه يصعب عليك أن تحدد المواصفات اللازمة لتحصل على الوظيفة المناسبة لك. فالوظائف المختلفة بالتسويق تجذب أشخاصاً لديهم قدرات ورغبات مختلفة. وإذا كان طالب الوظيفة ليس على معرفة بقدراته وإمكاناته، فإن هناك مراكز ومواقع إلكترونية تساعد الشخص على معرفة قدراته وإمكاناته، وأملنا أن تقوم جامعاتنا وكلياتنا ومكاتب العمل بمساعدة الشباب على معرفة قدراتهم وإمكاناتهم وتوجيههم التوجيه المناسب لاختيار العمل المناسب والمهن المطلوبة.
ويجب التفريق بين الأشخاص الذين لديهم القابلية للتعامل مع الناس، والأشخاص الذين لديهم القابلية للعمل مع الأشياء، وهذا شيء مهم لاختيار الوظيفة المناسبة. فالأشخاص الذين لديهم القابلية للعمل مع الناس لا تناسبهم الأعمال التي تختص بالمخازن أو المستودعات، إنما تناسبهم الأعمال التي فيها تواصل مع الناس، مثل المبيعات أو تجارة التجزئة. والعمل في مجال التسويق يشمل العمل مع الناس والعمل مع الأشياء. فالأعمال في مجال التسويق التي فيها تعامل مع الناس تشمل الأعمال في الترويج والمبيعات وخدمة العملاء التي تتطلب الاتصال ومقابلة العملاء والتفاوض معهم وخدمتهم ومتابعة طلباتهم. أما الأعمال التي فيها تعامل مع الأشياء، فتتمثل في الأعمال الإبداعية وتحليل البيانات، مثل المهن في مجال الإعلان والمهن في مجال أبحاث التسويق والعمل في المخازن أو في الأعمال الخلفية في المتاجر الكبيرة أو في التوصيل إلى المستودعات.
إنّ المهن في مجال التسويق التي تتطلب التعامل المباشر مع العملاء، تعطي حوافز كبرى أكثر من المهن التي تتطلب فقط التعامل مع الأشياء؛ وذلك لتأثيرها المباشر على المبيعات التي تمثل الشريان الحيوي لأي عمل. وترى معظم الشركات الوظائف التي تتعامل مع الأشياء تكاليف تشغيلية، ليس لها عائد مادي على الأعمال، على الرغم من أهميتها في خلق البيع.
إن الأعمال التي تتطلب التعامل مع الأشياء تعمل عادة داخل حدود الشركة وهي في العادة وظائف دنيا في سلم الوظائف التسويقية في الشركة، ويسهل على الشركة قياس أداء الموظفين الذين يتعاملون مع الأشياء لسهولة طبيعة أعمالهم وسهولة مراقبة أدائهم. فموظفو المستودعات تستطيع الشركة بسهولة معرفة أدائهم، وكذلك موظفو التوصيل والنقل، أما الموظفون الذين يتعاملون مع العملاء، فقد يصعب تقييمهم ومعرفة نتائج أعمالهم، فعلى سبيل المثال قد يستغرق التخطيط لعمل يتعلق بالبيع من رجل المبيعات مدة يومين؛ وذلك لتحديد المشتري المستهدف وجمع المعلومات عنه، والاتصال عليه لتحديد موعد مناسب، وكل ذلك من أجل نصف ساعة للعرض البيعي، فكيف تستطيع الشركة تعويضه عن هذا الوقت؟ هل على نصف الساعة أم على اليومين اللذين ضاعا في الاستعداد لهذا العرض البيعي؟ بمعنى آخر هل تكافئه الشركة على الاستعداد أم على النتيجة. في العادة يكافأ رجال البيع على نتائج أعمالهم البيعية وليس بالضرورة على جهودهم في الاستعدادات لعروضهم البيعية. فعلى سبيل المثال يجب أن نفرق بين ثلاثة أنواع من رجال البيع؛ النوع الأول هم محصلو الطلبات، ووظائفهم عادة صغيرة في الهيكل التنظيمي في الشركة، ورواتبهم في المقابل ضعيفة، أما النوع الثاني من رجال البيع فهم موجدو الطلبات، ويتطلب عملهم إمكانات خاصة، منها على سبيل المثال لا الحصر قدرتهم على التفاوض والتعامل مع الناس، ومعرفة السوق والمنافسين وتوجهات السوق، وهم عملة نادرة يجب البحث عنهم والتعامل معهم بمهنية؛ لذلك يجب حفزهم وإعطاؤهم المغريات اللازمة للبقاء. أما النوع الثالث من رجال البيع فهم الذين يحاولون توثيق الصلات وفتح المجالات وبناء العلاقات أمام منتجات الشركة، إلا أن البيع ليس من طبيعة أعمالهم، فهم عادة لديهم وظائف عليا في الشركة، فقد يكونون من المديرين التنفيذيين أو أعضاء مجلس الإدارة. والشركة في حاجة إلى جميع الأنواع السابقة من رجال البيع.
ما نقاط قوتك ونقاط ضعفك؟
بعد أن تقرر هل ترغب في وظيفه تسويقية تتعامل مع الأشياء أو تتعامل مع الناس، يجب عليك معرفة نقاط قوتك والاستفادة منها ونقاط ضعفك والعمل على تجنبها أو معالجتها وتحويلها إلى نقاط قوة، مثال ذلك إذا كانت اللغة الإنجليزية من نقاط ضعفك، فخذ دورات في اللغة وطور نفسك فيها، فقد تحولها من نقاط ضعف إلى نقاط قوة، ويجب أن تضع لنفسك خطة تسويقية تتبعها للوصول إلى أهدافك الموضوعة مسبقاً التي يجب أن تكون محددة وواضحة ومرنة وذات بعد زمني محدد.
فإذا كان خيارك وظيفة تسويقية تتعامل مع الناس، فليكن لديك تدريب كافٍ في كيفية التواصل شفوياً وكتابيا، أما إذا كان خيارك وظيفة تسويقية تتعامل مع الأشياء، فعليك أن تتعرف كيف تتعامل مع الأرقام وحل المشكلات المعقدة بطريقة عملية وتحليلية.
ومن نقاط القوة لموظفي التسويق أن تتوافر لديهم الخبرات العملية السابقة، والخبرات الأكاديمية، الشخصية المرحة والمرنة، الحماسة والحافز. ويجب أن تبني خطتك على نقاط قوتك، فصاحب العمل يرغب في استقطاب الشخص صاحب الإمكانات المناسبة لطبيعة العمل، لذلك يجب أن تركز في إعطاء صاحب العمل مميزاتك ونقاط قوتك؛ لأن تلك النقاط سوف تساعده على تحقيق أهداف شركته، وأنك سوف تكون إضافة بناء لتطوير أعماله والعمل على إنجاحها، وإن كانت لديك نقاط ضعف على سبيل المثال في التواصل مع الناس سواء كتابياً أو شفوياً، فعليك أن تعمل على تلافيها وجعلها نقاط قوة لك بالعمل الجاد وأخذ التدريب المناسب.
ويجب على طالب وظيفة التسويق أن يضع جدولاً زمنياً لتحقيق أهدافه، مثال ذلك الهدف القصير الأجل، وهو الحصول على وظيفة في مجال التسويق خلال مدة ثلاثة أشهر، والهدف البعيد الأجل، وهو أن تصبح مدير التسويق في شركة كبيرة خلال خمس سنوات. والأشخاص المهتمون فقط بالعمل هم الذين يضعون خططاً قصيرة الأجل لهدفهم من أجل إيجاد أي وظيفة تسويقية، ويتنقلون من وظيفة تسويقية إلى وظيفة تسويقية أخرى بناء على تغير أهدافهم وفرصهم. أما الأشخاص الذين يهتمون بالعمل بالتسويق كمهنة وليس كعمل فقط، فعادة لديهم أهداف طويلة الأجل تبدأ بعمل جيد في التسويق، ولكن هدفهم البعيد هو الحصول على وظيفة أفضل في مجال التسويق، لذا تجدهم قليلي الصبر عندما لا تتحقق أهدافهم في الوقت المناسب، فقد يحتاجون إلى تدريب إضافي أو تجارب عملية تحقق أهدافهم.
مميز دائما يا دكتور ،، دائما أكرر مقولة أن الشخص هو من يصنع الوظيفة وليست هي من تصنعه، في مجال التسويق ودارسي هذا العلم أعتقد أن المجالات أمامهم واسعة جدا، فمن خلال دراستي للتسويق وعملي به اكتشفت أن وحدهم دارسي التسويق قادرين على العمل في مجالات عدة تصل إلى إدارة شركات