المنافسة الذاتية والمقارنة الخارجية
• يتميز الأول منهما باتباع أساليب المنافسة الذاتية، ويطلق عليها “المنافسة الداخلية”، وهذا الأسلوب هو الذي تتبعه الشركات الرائدة، فهي تتنافس مع نفسها لتقديم الأفضل، وتسعى دائمًا إلى تطوير نفسها ولا تقتنع بأدائها أبدًا.
• أما النوع الثاني فيتميز باتباع أساليب “المقارنة الخارجية”؛ إذ تقارن الشركات إنتاجها ومدى كفاءتها بشركات مماثلة أخرى، وتضع معاييرها بالمقارنة مع معايير الشركات الأخرى العاملة بالسوق، بهدف أن تكون أفضل منها أو (على الأقل) مثلها.
ويطلق على النوع الأول الشركات المختلفة، وهي الشركات التي تحاول أن تكون متميزة عن الشركات الأخرى، إما بإنتاج سلع أجود وإما بتقديم خدمات أفضل. وهذا النوع يجد نفسه دائمًا في وضع تنافسي أفضل.
ويطلق على النوع الثاني الشركات المشابهة، وهي التي تحاول أن تكون مماثلة للشركات الأخرى في خدماتها أو في سلعها، وهذه الفئة الأخيرة قد لا تتوافر لديها أي ميزة تنافسية يلحظها المستهلك بشكل واضح، وتجعله يتعامل معها.
وتتلخص فلسفة هذا النوع من الشركات في الآتي:
“إذا كانت شركتنا مثل شركة “X” أو أفضل منها فنحن سائرون في الطريق الصحيح”
خصائص المنافسة الذاتية “الداخلية”
تتميز الشركات التي تتبع أسلوب المنافسة الذاتيه بثلاث ميزات:
الميزة الأولى:
أنك تجدها دائمًا تسأل نفسها هل هذا أفضل ما نستطيع عمله، وهل هذا أقصى ما يمكننا الوصول إليه بإمكانياتنا المتوافرة، فإذا كانت الإجابة بلا؛ فإنها تسعى إلى تحسين وضعها والانتقال إلى مستوًى أعلى. وموظفو هذا النوع من الشركات يتساءلون دائمًا عما إذا كان هذا أفضل ما لديهم ليقدموه للشركة؟ وهل بإمكانهم عمل الأفضل؟ فهذه الشركات وموظفوها لديهم نظرة مختلفة إلى النجاح، فهم ينظرون إلى النجاح في الماضي كجزء من التاريخ، ويرون أن النجاح بالأمس لا يضمن النجاح في الغد، لذلك تجدهم يبحثون دائمًا عن تقديم الأفضل، ويربطون نجاحهم بتقديم خدمات أفضل للعملاء.
الميزة الثانية:
أن هذه الشركات تؤمن بالتطور والنمو لتحقيق ما هي أهل لتحقيقه، وتعتقد أن الحياة ما هي إلا تطور مستمر، ولذلك يجب عليها السير في هذا الاتجاه، كما تعتقد أنه يجب تقديم خدمات أفضل للعملاء دائمًا. وهذا يتأتى من خلال الاستثمار في الموارد البشرية وخاصة تلك التي تتعامل مباشرة مع العملاء.
والميزة الثالثة:
هي التفاؤل، فهي دائمًا متفائلة وواثقة بالمستقبل، وتعتقد أن المستقبل يحمل النجاح، مما يمدها بالنشاط والنمو، ويجعلها في تحد مع نفسها.
وهذا النوع من الشركات يتلافى قياس مستواه بالشركات الأخرى، وإنما ينظر إلى ما تقدمه الشركات الأخرى كمقياس ومرشد لما يجب عليها عمله. والاسترشاد بمنجزات الشركات الأخرى بحد ذاته ليس عيبًا، وإنما الخطورة في جعله هو أقصى طموحات الشركة؛ لأنه ربما يكون لدى الشركة من الإمكانيات وفرص التحسين أكثر مما يكون عند الشركات الأخرى، وعليه يجب أن تنطلق سياساتها وأهدافها من إمكانياتها الداخلية، وأن تكون في تحد مستمر مع ذاتها لتحقيق أفضل ما يمكن أن يتحقق.