التسويق

التسويق فلسفة تقود الشركة

قد يكون علم التسويق من العلوم التي لا يعرف عنها أغلب الناس الشيء الكثير، فالتسويق من العلوم الحديثة التي نشأت وتطورت في أمريكا. وقد يخلط معظم الناس بين البيع والتسويق فتجدهم يقولون إن التسويق هو عملية البيع والشراء، فهم يعتقدون أن التسويق هو الخداع وتصريف البضاعة بأي طريقة، وبعضهم يربط التسويق بالكذب وإعطاء المعلومات الخاطئة من أجل بيع السلع.

وإقول إن الواقع المؤسف الممارس من قبل بعض التجار أعطى هذا الانطباع الخاطئ. فالتسويق من العلوم المهمة لتطوير اقتصادات الدول وإعطائها الأفضلية بين الأمم.
إنّ التسويق هو العلم الذي يبحث عن حاجيات العميل ورغباته، وتحديد الجمهور المستهدف لمنتجات الشركة وتصميم المنتجات المناسبة لهذا الجمهور وعمل البرامج والإستراتيجيات التسويقية للوصول إليهم.

فالتسويق ليس وظيفة من وظائف الشركة الكثيرة فحسب، بل هو فلسفة تقود سياسات الشركة. فالهدف من التسويق هو خلق عملاء سعداء مع منتجات الشركة يرغبون في التعامل المستمر، مما تنتج عنه أرباح للشركة وللعملاء.  ولتحقيق أهداف الشركة يجب أن يتعامل جميع أقسام الشركة المختلفة مع قسم التسويق، وأن يسعوا كفريق واحد لهدف محدد. إن التسويق هدف كل شخص بغض النظر عن موقعه في الخارطه التنظيمية في الشركة، فالمدير العام وحارس الشركة كلاهما يؤثران في تجربة العميل مع الشركـة. فالعميل لا يجري تجربة مع الشركة، فعندما يجد جفاء ومعاملة سيئة من حارس الشركة، فإن هذا يؤثر في تعامله مع الشركة ككل.

إنّ الشركة المتميزة هي التي لا تستطيع كعميل التمييز بين من يعمل بقسم التسويق ومن يعمل بالأقسام الأخرى؛ لأن الكل يسعى إلى تحقيق سعادة العميل ورضاه.  فالتسويق من حولنا ومعنا، فنحن كمستهلكين نعيش طوال يومنا مع التسويق، فننام ونصبح معه، فعند نومنا ننام على سرير أثير ذي ماركة معينة، وعندما نصحو نصحو على صوت المنبه ذي الماركة اليابانية،  ونذهب إلى العمل بالسيارات الأمريكية، وهكذا تجدنا نعيش مع التسويق سواء عرفنا أم لم نعرف؟.  وما دام التسويق حولنا ومعنا، فيجب أن نعرفه ونعرف أهميته، فالتسويق ليس موجوداً في الشركات الكبيرة فقط، بل حتى في الشركات الصغيرة، فالطبيب والمحامي والمحاسب والشخص العادي كلهم في حاجة إليه لينظم عملية الطلب على خدماتهم. وهناك مدن اشتهرت وحازت على الشهرة العالمية باستخدامها الأمثل للتسويق بطرق علمية ومهنية، منها على سبيل المثال لا الحصر مدينة دبي. واستخدم التسويق في الانتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية للأشخاص بشكل مباشر، ولا أبالغ إن قلت حتى في البحث عن زوجة تطبق نظريات وفنون وعلم التسويق في عملية الاختيار. وكذلك يستخدم التسويق في الترويج للأفكار مثل حملات مكافحة التدخين وحملات التوعية المرورية وغيرها.

وتحتاج إلى التسويق الدول والسياسيون والأماكن والأشخاص، فالشركات السعودية بحاجة إلى التسويق لتحديد جمهورها المستهدف وتجزئة السوق واختبار وضعها التنافسي، ومعرفة تحديد السعر المطلوب لسلعها وخدماتها لجعلها مقبولة لدى عملائها، ووضع السياسات المناسبة لجعلها متوافرة للعملاء، ويجب عليها معرفة كيفية جذب المستهلك إلى سلعها وخدماتها. والطلاب أيضاً في حاجة إلى معرفة المزيد عن علم التسويق ليخدمهم كعملاء وكمواطنين وباحثين عن عمل عند تخرجهم بغض النظر عن تخصصهم، فهم بحاجة إلى التسويق للبحث عن الوظيفة الملائمة وإيجاد الفرصة المناسبة. ودمتم بحب

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا .. دكتوري

    تجربتي انا عن تعريفي للتسويق قبل الدخول للجامعة كنت اعتقد انه بعد التخرج من قسم التسويق يعني تعمل كاشير في سوبر ماركت !!

    لكن اعجبني نقطة في بحر مقالك الرائع (( الشركة المتميزة هي التي لا تستطيع كعميل التمييز بين من يعمل بقسم التسويق ومن يعمل بالأقسام الأخرى )) ، بصراحة قاعدة إذا اتبعتها الشركة من شأنها مضاعفة المزيد و المزيد من الأرباح ..

    دمت بخير

  2. للأسف يادكتور أن معظم شركاتنا لاتعي معنى التسويق ،يحصرون اسم التسويق في اسم الدعاية وكذلك لايفرقون بين عملية الدعاية والاعلان،ولايدركون ان الدعاية والاعلانقسم من اقسام الاتصالات التسويقية…
    شكرالك يادكتور…

  3. للأسف الشركات السعودية تضع التسويق في الصندوق الخلفي للسيارة، و مكانه المناسب هو كرسي قائد السيارة

  4. سعادة الدكتور : والله إنت أعطيتني القوة من الكلام الجميل هذا وتمكنت من تقوية اسم (التسويق ) لدي ؟ بما إنك أكثر دراية .. هل هناك شركات ترحب بمن يحمل هذا التخصص ؟ وهل هناك خوف من مستقبله ؟ وهل هناك ما تنصح به من قسم إدارة الاعمال أفضل ؟

    1. مرحبا لينا نعم التسويق علم له أهميته وهناك العديد من الشركات التي تبحث عن المتخصصين في التسويق

اترك رداً على د. عبيد العبدلي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق