المسؤلية الاجتماعية

تجارنا والسعادة المنشودة : المسؤلية الإجتماعيه قبل ألف واربعمائة عام وسيدنا عبدالرحمن بن عوف أنموذجا

تقول الاحصائيات أنه في عام 2006 بلغ إجمالي الثروات للتجار العرب 800 مليار دولار يملكها 200 ألف شخص (اللهم لاحسد) منهم 78 ألف سعودي يملكون 241 مليار دولار. لاشك إن المال هبة من الله يختبر بها عباده. الحصول على المال له طرقه وأساليبه المشروعه. في النهاية أنت تحاسب على مالك من أين أتيت به وفيما أنفقته. وأسعد الناس من أدخل البسمة في شفاة الفقراء والمساكين، وساعد في خدمة أمته وبلده. التاجر المحظوظ هو من يغني من حوله ويتفقد حاجياتهم. المال المفيد هو من يفيد صاحبه. نعرف الكثير ممن بخلو بمالهم أو جاههم وماتوا ولم يذكرهم الناس بخير. أنقطعت أعمالهم وبقي عملهم. بنظره سريعة نجد إن من تجارنا من خلد إسمه وبقي أثره بعد موته بتبرعاته وأعماله الخيريه ومنهم والعياذ بالله من لم ينفعه ماله ولاذريته. أسماء كثيره تذكر وتشكر وأسماء أخري تذكر وتذم. عندما نقارن أعمال بعض من تجارنا نجدها أقل من الواجب بينما عندما نمعن النظر في رجالات الغرب نجد منهم من تبرع بماله كله أو جله  للجمعيات ذات النفع العام، ومنهم من تبرع ببناء الجامعات والمستشفيات وغيرها.

الامريكيون في نفس العام تبرعوا بمبلغ 306.4 مليار دولار تشكل التبرعات الفردية ثلاثة أرباع الهبات. أذكر رجل التقنيه والمعلومات  بيل غيتس وتبرعه 2 مليار دولار للأعمال الخيريه وتبرع وارن بفيت ب 38 مليار دولار وأبقى لنفسه فقط 6.6 مليار دولار و جون أي مور تبرع بنصف أسهم شركته إنتل بمبلغ ٥ مليار دولار أما أرملة الدكتور روبرت أتكنز تبرعت بما يقارب 500 مليون دولار لمحاربة مرض السمنة والسكري، وبقي لها فقط 50 مليون دولار . هولاء أدركو المعنى الحقيقي للثروه وهو توزيعها والمساهمة في إنماء  ونشر الخير للعالم باسره. الثروة الحقيقية هي بإسعاد من حولك وإدخال البسمة على الشفاه المحرومه. الثروة الحقيقية أن تكون سعيد في حياتك.

لنا في قصة سيدنا  عبدالرحمن بن عوف عبره  باع في يوم أرضا بأربعين ألف دينار، ثم فرّقها في أهله من بني زهرة، وفقراء المسلمين؛ وجهز يوما لجيوش الإسلام خمسمئة فرس، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة؛ وفي مرض موته، أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأوصى لكل من بقي ممن شهدوا بدرا بأربعمئة دينار. لله درك ياسيدنا عبدالرحمن، علمتنا درسا في المسؤلية الإجتماعية قبل الف واربعمائة عام.

نصيحتي لك أيها القاري حتى وإن لم تكن غنيا او تاجرا تبرع بالقليل فهناك من يحتاج وإن لم تجد المال فتبرع بوقتك وجاهك وعلمك فالمجتمع في حاجة لكل أبنائه المخلصين.

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. المسئولية الاجتماعية …. موضوع جمييييييييييل ويدخل ضمن اهتمامات العلاقات العامة لاكن للاسف الشديد معظم المؤسسات القائمه لدينا تتجاهل هذا الدور المأمول منها على الرغم من قدراتها الماليه الهائله ، السئوليه الاجتماعيه هنا لا اقصد بها الهبات والإعانات الخيريه وان كانت جزء من لمسئوليه الاجتماعية لاكن على اضعف الايمان يجدر الاهتمام بالجوانب التوعويه والتثقيفيه ، لعل زين للاتصالات قدمت نموذجاً مثالياً يجسد مسئوليتها الاجتماعيه من خلال رعاية الانشطه الرياضيه وكذلك من خلال المواد الاعلانيه التوعويه مثل انشودة الماء ، انشودة رمضان للاطفال ، أنشودة العيد ، وهذا جزء بسيط جدا من المسئويه الاجتماعيه التي نأمل تحقيقها .
    حقيقه : كافة قطاعتنا في المملكه تعمل تحت شعار ” يا مدور للمكاسب ، راس مالك لايضيع “

اترك رداً على خالد الشريف إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق