التخفيضات او كما يطلق عليها (Sale) تنبع من سلوك المستهلك العجيب الغريب المتغير والمتأثر بعوامل عديده. بعض أساتذة علم الاجتماع وعلم النفس يقولون إن المستهلك يتخذ قراراته في شكل صندوق أسود لانعرف كيف تمت، ويعتقد بعض المسوقين إن التخفيضات التي يجرونها خلال فترات زمنيه في العام لها مردود إيجابي لتحفيز المستهلكين وتعجيل قراراهم الشرائي وهي مجربة ومثمره مع عدد كبير من المستهلكين التي تغريهم التخفيضات ويقبلون على الشراء. لذلك تجد معظم الشركات يستخدمون التخفيضات وبعضهم قد تكون سياسة متبعة طوال العام مثل محلات العطور وهذا برائي خاطي فالشركه يجب ان تقنن التخفيضات بحيث لاتتاثر مبيعاتها عندما تتوقف عن منح تلك التخيفضات. المستهلك ذكي ويجب ان نتعامل معه على هذا الاساس. ومن خلال معايشتي للسوق السعوديه استطيع الجزم ان التخفيضات محفزه للمستهلك سواء غنيا او فقيرا الى ماندر. فعليه يجب على شركاتنا ان تكون صادقه في تخفيضاتها معرفة للمستهلك ومرشدة له في اوقات التخفيضات وأن تحصل على التصريحات القانونيه علي التخفيضات من الغرف التجاريه المعنيه. وان تكون فتراتها مناسبه وغير طويله. الخطورة في التخفيضات إن ولاء العميل ليس للسلعه ولا للشركه بل الولاء للاقل سعرا وهذا سياسه تسويقيه خطيره. وهناك اسباب عديدة للتخفيضات منها قرب وصول منتجات جديده ومحاولة تصريف المخزون، المنافسه الشديدة بين الشركات وكلنا نلاحظ عندما تبداء شركه معينه التخفيضات تسارع الشركات المنافسه باتباع نفس السياسه. ولاء المستهلك للسلعه قل عن الماضي فالمستهلك العاقل يبحث عن التوفير والشركه الجيده من تستطيع ان تحقق رغبات عملائها.
كلامك صحيح يادكتور , لآكن ألا تلاحظ بأن التخفيضات زادت بشكل كبير منذ عام 2008 م و أرجع ذلك لسبب رئيسي و جوهري و هو “الموسم” كانت هناك مواسم موزعة على مدار السنة على سبيل المثال لآ الحصر : موسم المدارس , موسم العيد , موسم رمضان ,موسم الحج , موسم الصيف, إلخ …. فما بالك بأن تجتمع 3 أو 4 مواسم مع بعض (رمضان والعيد و المدارس) في أقل من شهرين وهو ماحدث العام الماضي 2008 م و هذا ما أحدث مشكلة كبيرة عند تجار التجزئة (ملابس , أغذية , سيارات , إلخ) حيث قلت المبيعات بشكل كبير جداً بالإضافة إلى ما وصلني من بعض الزملاء العاملين في مجال التجزئة من كساد غير مسبوق و خاصة في فصل الصيف و قبل شهر رمضان.
أتوقع أن تستمر هذه الظاهرة (التخفيضات بشكل كبير) لمدة 4 – 5 سنوات قادمة متأثرة بإجازة الصيف (المدارس ) التي توافق موسم رمضان و العيد.
محمد الغامدي
سابك – الجبيل الصناعية