تسويق التمورثقافه تسويقيه

تسويق التمور السعودية

تمثل المملكة العربية السعودية مصدرا مهما لإنتاج التمور وحسب تقرير لسفر العزمان لجريدة الوطن 29 أكتوبر 2010م  يبلغ إنتاج المملكة من التمور مليون طن سنويا بنسبة 17.9٪ من الإنتاج العالمي. وتبلغ الكميات المصدرة فقط 40 الف طن بنسبة 4٪ ويتم تصنيع 229 الف طن بنسبة تصل 23% ممكن الإستفادة منا في بعض  الصناعات المحلية وبالنسبة ل  73% من إنتاج التمور يكون أسير للإجتهادات الشخصية وحسب الطلب والعرض بالسوق المحلية.وتقول الإحصائيات إن معدل إستهلاك الفرد من التمور في المملكة 35 كيلو جراما في السنة مع تحفظي على هذا الرقم. ويقال إن فرنسا من أكبر الدول المستقبلة للصادرات السعودية من التمور وفي إعتقادي إن أغلب النسبة تكون من التمور قليلة الجودة وتستهدف الجالية الإسلامية في فرنسا وغالب الوقت في المناسبات الدينية. ويقول الدكتور فواز العلمي في مقالة منشورة في جريدة الوطن السعودية بتاريخ الثلاثاء 19 محرم 1431 ـ 5 يناير 2010 العدد 3385 ـ السنة العاشرة إن هناك 600 صنف من التمور على مستوي العالم تتمركز معظمها في العالم العربي وخاصة السعودية . وتقول الإحصائيات إنه يوجد في السعودية اليوم 21 مليون نخلة تنتج حوالي مليون طن من التمور التي تصل أنواعها الجيدة إلى 35 نوعاً رئيسياً، وبلغت عائداتها السنوية 6 مليارات ريال، لتشكل 16% من قيمة الإنتاج الزراعي المحلي. وحسب الدكتور العلمي إن أسعار التمور السعودية يصل إلى 1638 دولاراً للطن الواحد، والإماراتية 465 دولاراً، والمصرية 174 دولاراً، إلا أن معدل أسعار التمور الأمريكية والإسرائيلية والجنوب إفريقية يفوق 4000 دولار للطن الواحد في هذه الأسواق. ومن تجربتي الشخصية في سوق التمور أعتقد إنه سوق هش ضعيف لايتناسب وحجم الإنتاج المحلي من التمور وقد أعجبني قول بعض الإقتصاديين إن سوق التمور قد يكون مصدر دخل ثاني للإقتصاد السعودي لو أهتم به. ومن خلال دراساتي وزياراتي للسوق الأوربية  وجدت إن للتمور سوق عالمي لم نحسن الدخول له لفقدنا أدواته والياته.

وهناك تجارب دولية ناجحة قامت بها دول لتسويق منتجاتها ومنها على سبيل المثال دولة نيوزلندا التي أشتهرت بفاكهة الكيوي التي قيل إن هناك وزارة في نيوزلندا تهتم بفاكهة الكيوي حتى أصبح الكيوي رفيق أغلب الموائد ودخل في صناعة منتجات كثيرة. البدايات متشابهه كان هناك إنتاج غزيز للكيوي وسوق داخلي وخارجي ضعيف لإستهلاكه. عملت دولة نيوزلندا على عمل الدراسات التسويقية اللازمة وشجعت على التصدير الخارجي. أعتمدت في قراراتها على البحوث التسويقية، جلبت شركات تسويق عالمية لمساعدتها على تسويق فاكهة الكيوي والأن يعتبر الدخل القومي من فاكهة الكيوي لدولة نيوزلندا كبير جدا. هل نتسطيع الإستفادة من هذه التجربة الناجحة. هل هناك تحرك من وزارة الزراعة للإستفادة من هذة التجارب؟.

أتذكر زيارتي لهولندا ورؤيتي لمبنى سابك الكبير وقلت يومها للقنصل السعودي هل نرى يوما مبنى بهذه الضخامة يهتم بتصدير التمور للسوق الأوربية؟ وكنت واثقا من كلامي، تسويق التمر مقبول لمعظم شعوب العالم سواء لفوائده الصحيه أو لإرتباطه الديني في المسيحية والإسلام بالرغم من تحفظي على إستخدام العاطفة الدينية في التسويق.

تسويق التمور ليس بذلك الصعب، التمر مقبول لدى أغلب الناس وأتذكر أثناء زيارتي لهئية السوق الحرة في مصر أستطاعت شركة التمور التي كنت أديرها من فتح 13 موقعا مهما في الأسواق الحرة بمصر، وكان دخولها لأسواق البحرين وقطر وسوريا والأردن واليابان وكوريا سهلا .

في إسترايجياتنا التسويقية لتمورنا يجب علينا أن نستهدف المستهلك المحلي في السوق السعودي والأسواق الأخرى ،والإهتمام بدراسة السوق ورغبات المستهلكين والإهتمام بالتغليف وإتباع سياسة تسعير مشجعة. السوق المحلي كبير ماذا لو أقنعنا وزارة التربية والتعليم بإدخال التمر في وجبات الطلاب الصباحية. ماذا لو تم الإتفاق بين شركات التمور وشركات الألبان لربط منتجات الألبان مع التمور. ماذا لو أهتمينا بإفتتاح معارض كبيرة للتمور تكون على مدار العام. أين متاحف التمر المهتمة بصناعته. قد يكون التمر رمز للضيافة السعودية. كانت هناك مطالبات من شركات التمور لإستهداف الحجاج بعبوات كهدايا يصطحبونها الحجاج عند عودتهم لبلدانهم تعفى من رسوم الشحن. هذا يحتاج لتدخل الدولة. نعرف إن الطلب يزداد على التمور في شهر رمضان وخاصة التمور الأقل جودة كتبرعات وهذا سوقها مضمون.

أما في  الأسواق الخارجية التي نستهدفها يجب أن يكون المستهلك المحلي هو المستهدف وليس الجاليات المسلمة التي تفضل التمر الأقل جودة وفي المناسبات الدينية أغلب الوقت.

وفي هذه العجالة أطرح من خلال تجربتي بعض النقاط لعلها تكون البداية في تسويقنا للتمور.

أولا: الإهتمام بصناعة التمر كهدايا ممكن أن تكون وفودنا الخارجية تصطحب معها التمر كهدية

ثانيا: إنشاء متاحف للتمر وصناعته في المدن الرئسية

ثالثا: الإهتمام بالقهوة العربية وصناعتها والعمل على نشرها من خلال مقاهي متخصصة في القهوة العربية على غرار المقاهي الغربية. من خلال تجربتي لم أشاهد في مدننا الرئيسية مقاهي تهتم بالقهوة العربية وصناعتها

رابعا: التواصل مع الشركات العالمية ومن تجربتي الشخصية وجدت ترحيب كبير من مصانع الشوكلاتة في بلجيكا وسويسرا أثناء زيارتي لتلك المصانع وقد رحبوا بالتعاون في تطوير صناعة التمر ونقل تجاربهم في صناعة الشوكلاتة لصناعة التمر ولكن يحتاج إلى جهات أكبر وميزانيات بحوث قد لاتستطيع شركاتنا المحلية تحملها.

خامسا: تطوير البحوث في صناعة التمر وتشجيعها وقد كانت تجربتي مع وزارة الصحة جيدة في هذا المجال وكان هدفنا دراسة أنواع التمور وإيجاد مناسبتها لمرضى السكري ولكن كان البحث يحتاج إلى تمويل كبير لم تتحملة شركة صغيرة.

سادسا: تشجيع شركات التمر المحلية وصاحبة الريادة في هذا المجال

سابعا: الإستعانة بالخبرات الأجنبية في مجال الشوكلاتة، وصناعة الحلويات وشركات الايسكريم ومحاولة نقل تقنياتها لصناعة التمور

ثامنا: إنشاء شركة لتسويق التمور وإعطائها الدعم والصلاحيات اللازمة لتطوير صناعة التمور وتطوير الية البحوث والتسويق

تاسعا: عمل بحوث التسويق لمعرفة التمور المطلوبة محليا والتمور التي مرغوبة في الأسواق الأخرى

عاشرا: المشاركة في المعارض الدولية والتعريف بفوائد التمور

حادي عشر: فتح مكاتب لترويج التمور في أسواق العالم المختلفة

ثانيا عشر: الحصول على شهادات الجودة العالمية لأهميتها في تصدير تمورنا.

ثالث عشر: العمل  على تحديد المواصفات والمعايير لأصناف التمور،

رابع عشر: تطوير ومراقبة عمل للجمعيات التعاونية واللجان المتخصصة  في التمور في الغرف التجارية،

خامس عشر: دعم مصانع التمور المحلية ودعمها بالخبرات المحلية والأجنبية لتطوير منتجاتهم

وفي الختام أعتقادي إن صناعة التمور تقوم على إجتهادات شخصية تقليدية وإن كان هناك إهتمام من بعض الشركات المحلية في أساليب التغليف، وبعض الصناعات البسيطة التي تدخل فيها التمور مثل الشوكلاته، التمر باللوز وبعض أنواع الايسكريم وصناعة المعمول.

مقالة سابقة بعنوان التمور الذهب الأسود بالمملكة العربية السعودية

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. صدقني يادكتور أن مسمى التمر باللاتنية Date لا يخدم تسويق التمور وأبسط مثال على ذلك حاول البحث عنه بالانترنت سوف تظهر نتائج مرتبطة بالمواعيد الغرامية وليس التمر. عموما التغيير ممكن لأن التمر لم ينتشر كما ينبغي وربطه بمصطلح أجمل وقريب للمصطلح العربي مثل Tam’r يخدمه تسويقيا وأيضا يساعد على ربطه بالسعودية مثل ما أستطاعت نيوزلندا تسمية الكيوي في منتصف القرن الماضي لأن الاسم الاصلي كان غير جذاب و هو بالاصل فاكهة صينية.

  2. السلام عليكم يادكتور بالنسة لمقاهي القهوه العربية فهي بدأت بالإنتشار وتحت مسمى ديوانية وبصراحة فكرة مشروع ناحج . اما الأمور الاخرى فهي من اختصاص الدول الله يسلمها بس شكلها ماهي فاضيه . هي ماأنشت هيئة للصادرات الي يطالب فيها (( الزامل )) وبفيد في تصدير التمر للاسف الحكومة صرف عشوائي على المشاريع بمبالغ خاليه وبعضها غير مجدي هذا غير دعم الدول الاخرى . وسلامتك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق