اخلاقيات التسويق

لماذا نضع نظامًا مستقلاً لأخلاقيات التسويق؟

قد يسأل سائل فيقول: ولماذا نظام مستقل لأخلاقيات التسويق؟ أليست أخلاق التسويق جزءًا من المنظومة الأخلاقية الشاملة التي ينبغي أن يلتزم بها كل فرد بناءً على ما يمليه عليه إيمانه وضميره، سواء أكان ذلك في التسويق أو في غيره؟
فنقول: هي كذلك. إلا أن الواقع أنه وإن كان هناك من يلتزم بهذه الأخلاق من تلقاء نفسه، فلا شك أيضًا أن هناك من لا يلتزم بها. فكان لزامًا على كل شركة أن تطور نظامًا واضحًا وملزمًا للأخلاق يتبعه العاملون بتسويق منتجاتها، بحيث يعاقب كل من خالفه، وهذا الأمر بالذات هو ما يسعى هذا الكتيب إلى إثارة الاهتمام حوله.

وأعتقد أن الجميع  سمع ما يحدث للعديد من الشركات العالمية نتيجة تصرفاتها غير الأخلاقية أو ممارساتها الخاطئة التي لم تكن متوافقة مع أنظمة السوق وقيم المجتمع الذي تتعامل معه مما كلفها الكثير من الوقت والجهد والمال في المحاكم، وأفقدها جزءًا من سمعتها لدى عملائها. على عكس بعض الشركات التي استطاعت أن تسيطر على السوق، وتزيد من حجم عملياتها من خلال اهتمامها بقيم المجتمعات التي تعمل فيها، مما زاد من ثقة عملائها بها، وبالتالي زادت أعمالها وأرباحها. كما أن أخلاقيات التسويق تزيد من رضا الموظف عن نفسه وعن شركته مما يزيد من إنتاجيته وولائه لشركته. وهناك الكثير من الشواهد والدراسات التي تثبت العلاقة الطردية بين أخلاقيات العمل، والتسويق بصورة خاصة وربحية الشركات.

إلا أن الواقع يقول إن هناك ممارسات تحدث في شركاتنا لا تتفق مع أخلاقيات العمل وقيمه وهذا محتمل نظرًا لتشعب أعمال هذه الشركات، ولكن الشركات الجيدة هي التي تهتم بهذا الجانب، وتطور نظامًا أخلاقيًا لأعمالها يكون معلوما لدى الجميع ومراقبًا للتأكد من الالتزام به من جميع موظفيها.

من كتاب أخلاقيات التسويق: سلسلة نحو ثقافة تسويقية

د. عبيد بن سعد العبدلي

مؤسس مزيج للاستشارات التسويقية والرئيس التنفيذي أستاذ جامعي سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق